الأحد، 27 يونيو 2010

ما عاد يرهبُني

ما عادَ يُرهبُني بِمَوجٍ هادِرِ .. أمواجُهُ عَجلى كَضيفٍ زائرِ

إنّي حُبيتُ الصّبرَ عن لَطَماتِهِ .. كشبيهِ أيوبَ النبيِّ الصّابرِ

فالقلبُ فيهِ نوازلٌ لو أنّها .. حَلّت بِصُبحٍ باتَ مثلَ دياجرِ

يا عاصفاً بالقلبِ غَدراً كيفَ لم .. تَعلَم بأنَّ العصفَ ليسَ بِضَائِرِي

***

كَم كُنتُ أهوَى بَحرَ عِشقِكِ طائِعَاً .. وَلطالَمَا شَقّتْ رُبَاهُ مَوَاخِرِي

وَبَقيتُ دَهرَاً أصرَعُ الأموَاجَ فِي .. عَينَيكِ لَم أتعَبْ وَلم تَتَضجَّرِي

حَتّى انحَنَى ذَاكَ الشّرَاعُ لِبُرهَةٍ .. فَغَدَرتِ وَاأسَفِي لِزَلّةِ عَاثِرِ

أنَا لَن ألومَكِ .. فَالفُؤَادُ قَد اكتَوَى .. بِلهِيبِ وَجدٍ كَانَ مِنكِ مُساوِرِي

لا .. لا ألُومُكِ بَل ألومُ مَحَاجِرِي .. فَهِيَ التي نَقلَت إليكِ سَرَائِرِي

خَلَدي يَئِنّ جَوَىً وَجِسمي قَد ذَوَى .. مَا عَادَ يُضنِينِي تَخوُّفُ غَادِرِ

أمّا الغَريقُ فَليسَ يَخشَى قَطرةً .. مَا ضَرَّ قَصفٌ جَائرٌ بِمَقَابِرِ

بحر الحبّ المجنون


يَا مُبحِـــرَاً وجُنــُونُ البَحـرِ يَسحَبُهُ ... نَحوَ التّوجّسِ وَالأموَاجُ تَضطَربُ

مَــالِي أرَاكَ لِهَــذا اليَـــمِّ مُقتَـــحِمَاً ... تَــرجُـو رُسُــوّاً بِبرٍّ لَيـسَ يَقتَــرِبُ

هـَـلّا نَظَــرتَ بِعَينِ المُتّقي غَضَبَـاً ... أَم قَـد رَكَنتَ إلى وَرقَــاءَ تَنتَحـِــبُ

تَاهَت لَعَمرُكَ في القِيعَانِ أســلِحَتِي ...  وَبقيتُ أعزَلَ تَغشَانِي بِهِ الحَجُــــبُ

أقـوَتْ بِذَاكِـــرَتِي آثَــارُ مَلحَمَــــــةٍ ...  سَـــــطّرتُهَا بِمِدَادِ العَيـنِ يَنسَــــكِبُ

أوكَلـتُ أمـرِيَ لِلأمـوَاجِ تَصــفَعُـنِي ...  مَا كُنتُ أسمَعُ نُصــحَاً مِن أَخٍ يَهَبُ

يَا مُبحِــــــرَاً وَعُيــونُ الشّـرِّ تَرقُبُـهُ ...  مَــاذا لَعَمـرُكَ مِـــن هَوجَاءَ تَرتَقِـبُ

اسـمَع لِنُصحِــي قَبلَ الفَوتِ يَا غِرّاً ... أعمَى نَواظِـرَهُ فِي الحُـــبِّ مُنقَلَـــبُ

اســـــمَع لنُصحِـي فالآهـَاتُ قَادِمَـــةٌ ...  وَالحُزنُ أوشَـــكَ وَالدّمعَاتُ تَنسَـكِبُ

كَــم كُنــتُ قَبلكَ لِلبَلــوَاءِ مُبتَسِـــــمَاً ...  حَتّى ذَويتُ بِهـــا وَالرّوحُ تَنسَـــحِبُ

يَا سَـــــعدَ مَن لِنداءِ العَقــلِ قَالَ نَعَم ...  فَهُـــوَ السّـــــعيدُ بِذِي النّعمَاءِ يَنقلِبُ