السبت، 17 سبتمبر 2011

غربـــة

الروحُ هامَـــت و كادَ القلـــبُ ينفطـرُ ... من شـــوقِه و عُبــابُ العيــنِ ينهمرُ

قد آلمَـــت و أقضّت مَضجَعي سُهـداً ... نارُ الفـــراقِ بلبّ القلـــبِ تســــــتعِرُ

يا حَســـــرتا و أنا في غُربةٍ نسـجَـت ... حَــولَ الجــفونِ سَواداً ليــسَ ينحسِرُ

النــومُ كانَ خليلاً ليــــسَ يهـــجُرُنـي ... مــا باليَ اليـــومَ للإغفـــــاءِ أفتـــقرُ .؟

قد كنــتُ في وطـــنٍ جنّاتـــهُ ألــــــقٌ ... خضـــرٌ خمائلُـــهُ يســـعَى بِها عِـطرُ

آثارُهُ بصـــــروفِ الدهرِ شــامِخةٌ ... لا الريحُ تخضِعُها – حَاشى – ولا المَطرُ

في بَحرِه قِصصُ التاريخِ شـــــاهـدةٌ ... كُــــلُّ المفاخِـــرِ يَطويـــهَا كــذا العِبــــَرُ

والشاطئُ الـ رسَمَ الخلاّقُ زُخرُفــــهُ ... كجبيــنِ شــيخٍ بدا في وجهِـــهِ الكِبَــــرُ

أمواجُــــهُ بحَنــــانٍ عانقــت رَمـــلاً ... ثُمّ انثنَتْ كحيـــاءِ البكرِ تنحســـــِرُ

و النهرُ فيهِ – رعاكَ اللهُ – في شَغَف ... يســعَى إلى البحـــرِ فلتهنأ أيَا بَحــــرُ

صفحاتُهُ بَرقَـــت كالمـــاسِ في ألـقٍ ... تشــــفي العليلَ إذا مَا ســــرّهُ النظــــرُ

قد كنــتُ في وطنٍ تزهُو المُروجُ بِهِ ... غنّـــاءَ جمّلــــها بالخُضـــرةِ المَطــــرُ

في مَوطِنـــي وُكناتُ الطيــــرِ آمنةٌ ... مَـــا بالهُ اليـــومَ لم يأمَـــن بِهِ البشـــرُ !!

يا طيرُ فاحمِل لهيبَ الشوقِ في صَدرِي ... أســـرِع بهِ فقريباً يذبُــــل العمُـــرُ

مَا عُدتُ أصبِرُ بُعداً عَن ثَرى أرضِي ... أنّى أطيــــقُ فــــؤاداً كـــادَ ينفجـــرُ

عَلّ الليالـــي بِكلّ الخيــــرِ تجمَعُنــــا ... وَ القلبُ يهنَأ وَ الآهـــاتُ تنحَسِــرُ

الاثنين، 5 سبتمبر 2011

نفحاتُ أمل

يجــــولُ بخاطـــري أمــــلُ .. سـيصــغُـرُ عنـــدهُ زحَـــلُ

إذا أســــــــــــكنتُهُ روحـــي .. يهــــونُ الحــــادثُ الجـــللُ

وإن هَانت حَوادِثُ دهرِنا رقصَت لنا الدنيا وَأضحَى قصرَاً الطللُ

خرَجتُ اليومَ من قيدي إلى قممٍ تَرَاقَصُ عندَ أسفُحِها صغارُ الطيرِ والزهَرُ

و همتُ بروحيَ النشوى إلى علياءَ يسهُلُ عندَها الحدثانِ يزهو فوقَهَا العمرُ

يقيناً بتُّ في سكرِ

و عندي بهجةُ الدهرِ

أيا أملاً تداعبُ خاطري لهواً .. أتيتَ لعلّتي رهواً .. فطابَ النبعُ و الصخرُ

***

أشاهدُ أفقها الوضّاءَ يطلعُ من سريرَتهِ

صباحُ الحبِ و الأنوارِ يرفلُ في عباءَته

يلوّنُ سفحاً ازدانتْ بلونينِ خمَائلُهُ

وقد طالت أقاصيهِ و أدناهُ حبائلُهُ

ذهبٌ يحيطُ بمعصمِ الدنيا تنوءُ بنورهِ

وبياضُ ثوبٍ ناصعٌ في خضرةِ المرجِ البهِي

وَ يروحُ فوقَهُما الضياءُ وَ يغتَدي .. إن حُزتَ يومَكَ لا تفكّر بالغَدِ

و مضيتُ في الروضِ البهيّ مؤمّلاً .. أرنو بعينِي و اللسانُ متمتمٌ :

مَن كانَ في عينيهِ نورٌ أبصرَ الدنيا تُضيء

أو كانَ في كفيهِ خبزٌ أقبرَ الفقرَ القميء ..