الاثنين، 11 أكتوبر 2010

مَركبٌ للجُنُون


وَمَا زَالَ مَركبُ جُنُونِي بِكِ تَائِهاً



في لُجّ بحرٍ (هائجةٌ أمواجُه )



لا يَـا مَركبي ॥ ليسَ بَعدَ اليومِ ستُبحِرُ بِي أنّى شِئت



سَأعلِنُ تَمَرّدي منذُ اللَحظَة ॥ عَلى أعَالي البِحَار



وأرتقُ شِراعِي المُنهَك بِيَدَينِ تَرتَعِشان



لِيُمسيَ شِراعاً تُحرّكُهُ هَلوَسَاتُ قَلبي



وَيتَجرّدُ مِن غَيَاهِبِ ( وَاقِعيّةِ ) عَقلي



مِنَ الآنَ سَأبحِرُ كيفَ شِئت



مَتَى شِئت



وَإلى حَيثُ شِئت



حتّى أصِلَ غُمُوضَ جَزيرتِكِ المُسَجّاةِ هُناكَ خَلفَ المَدى



وَعِندَهَا فَقَط :



سَيتمّ الإعلانُ عَن أكبَرِ احتِلالٍ ( تَعَسّفي ) لجزيرَةٍ مُسَالمةٍ بَعيدَةِ المنَال



وَأنصّبُ نَفسِي ( رَغمَ أَنفِ كلّ عَاذِل ) امبراطُورَاً لَـهَا ..

الأحد، 29 أغسطس 2010

انتظـــار

كانَ ينظُر .. وينتَظِر



تَعبَت عيناهُ مِنَ التّحديقِ بِذاكَ الفَضاء .. الذي يَمتدُّ فَوقَ بَابِ تلكَ الحدِيقة



كانَ يذرَعُ ذاكَ الممرَّ المُتّجهَ نَحوَ نقطةِ قُدومِها بِقلبِه .. قَبلَ عَينَيه ..


لَطَالَما جلَسَ الجلسَةَ ذاتهَا .. على المقعَد ذَاتِه


كانَت لا تَزَالُ هُنالِكَ فُسحَةٌ مِن أمَلٍ ..


ستأتي .. لا بدَّ مِن ذَلك


سأمسِكُ كفّها كما تعوّدتُ .. وأضعُهُ عَلى شَفتيّ المُشتاقتَين ..


ويغيبُ القلبُ مُختالاً عندّ هذا الحَدّ من التفكير .. وَيذوبُ الشوقُ فِي الوَرِيدِ الظامِئ



قَبلَ أن تَهبَّ أشباحُ العاصِفَة ..




بريحٍ أقوَى مِن إرادةِ الحَيَاة !!



لِتُمزّقَ تِلكَ الوُرود التي فِي يَدَيه ॥


وتناثَرَت ورقاتُ مِن وَردٍ أحمَرَ على ممرّ الدّخُول ॥



وسَقطَت ورقةٌ صفراءُ مِن شجرةِ التّوتِ التي كانَت تُظِلُّه ..



هذهِ الورقةُ تشبِهُهُ كَثيرَاً ..



هيَ قد انتَهَى عُمرُها .. وَهوَ انتَهى مَوعِده



هيَ اصفرَّ لونُها بِسبَب حُلولِ الخرِيف .. أمّا هوَ فتلوَّنَ وجهُهُ بِصُفرَةِ الخِذلان ..


سقطَت وفارَقَت أمّها لأنّها ذَوَت مِن قلّة الماء .. وهوَ سقَطَ مِن حُلمٍ كانَ يعيشُ في حَنايَا فؤادِه ..



سَقطَت الوَرقةُ عِندَ هُبوبِ نَسيمِ الخَريف .. وَهوَ سَقطَ فِي شَرَكِ الخَيبَة ..



احتَضَنَ هذهِ الورَقَة ..


قبَّلَهَا ..


وَضعَها فِي كِتَابٍ كانَ يحمِلُه ..


وَمضَى بِهدُوء ..

الأحد، 27 يونيو 2010

ما عاد يرهبُني

ما عادَ يُرهبُني بِمَوجٍ هادِرِ .. أمواجُهُ عَجلى كَضيفٍ زائرِ

إنّي حُبيتُ الصّبرَ عن لَطَماتِهِ .. كشبيهِ أيوبَ النبيِّ الصّابرِ

فالقلبُ فيهِ نوازلٌ لو أنّها .. حَلّت بِصُبحٍ باتَ مثلَ دياجرِ

يا عاصفاً بالقلبِ غَدراً كيفَ لم .. تَعلَم بأنَّ العصفَ ليسَ بِضَائِرِي

***

كَم كُنتُ أهوَى بَحرَ عِشقِكِ طائِعَاً .. وَلطالَمَا شَقّتْ رُبَاهُ مَوَاخِرِي

وَبَقيتُ دَهرَاً أصرَعُ الأموَاجَ فِي .. عَينَيكِ لَم أتعَبْ وَلم تَتَضجَّرِي

حَتّى انحَنَى ذَاكَ الشّرَاعُ لِبُرهَةٍ .. فَغَدَرتِ وَاأسَفِي لِزَلّةِ عَاثِرِ

أنَا لَن ألومَكِ .. فَالفُؤَادُ قَد اكتَوَى .. بِلهِيبِ وَجدٍ كَانَ مِنكِ مُساوِرِي

لا .. لا ألُومُكِ بَل ألومُ مَحَاجِرِي .. فَهِيَ التي نَقلَت إليكِ سَرَائِرِي

خَلَدي يَئِنّ جَوَىً وَجِسمي قَد ذَوَى .. مَا عَادَ يُضنِينِي تَخوُّفُ غَادِرِ

أمّا الغَريقُ فَليسَ يَخشَى قَطرةً .. مَا ضَرَّ قَصفٌ جَائرٌ بِمَقَابِرِ

بحر الحبّ المجنون


يَا مُبحِـــرَاً وجُنــُونُ البَحـرِ يَسحَبُهُ ... نَحوَ التّوجّسِ وَالأموَاجُ تَضطَربُ

مَــالِي أرَاكَ لِهَــذا اليَـــمِّ مُقتَـــحِمَاً ... تَــرجُـو رُسُــوّاً بِبرٍّ لَيـسَ يَقتَــرِبُ

هـَـلّا نَظَــرتَ بِعَينِ المُتّقي غَضَبَـاً ... أَم قَـد رَكَنتَ إلى وَرقَــاءَ تَنتَحـِــبُ

تَاهَت لَعَمرُكَ في القِيعَانِ أســلِحَتِي ...  وَبقيتُ أعزَلَ تَغشَانِي بِهِ الحَجُــــبُ

أقـوَتْ بِذَاكِـــرَتِي آثَــارُ مَلحَمَــــــةٍ ...  سَـــــطّرتُهَا بِمِدَادِ العَيـنِ يَنسَــــكِبُ

أوكَلـتُ أمـرِيَ لِلأمـوَاجِ تَصــفَعُـنِي ...  مَا كُنتُ أسمَعُ نُصــحَاً مِن أَخٍ يَهَبُ

يَا مُبحِــــــرَاً وَعُيــونُ الشّـرِّ تَرقُبُـهُ ...  مَــاذا لَعَمـرُكَ مِـــن هَوجَاءَ تَرتَقِـبُ

اسـمَع لِنُصحِــي قَبلَ الفَوتِ يَا غِرّاً ... أعمَى نَواظِـرَهُ فِي الحُـــبِّ مُنقَلَـــبُ

اســـــمَع لنُصحِـي فالآهـَاتُ قَادِمَـــةٌ ...  وَالحُزنُ أوشَـــكَ وَالدّمعَاتُ تَنسَـكِبُ

كَــم كُنــتُ قَبلكَ لِلبَلــوَاءِ مُبتَسِـــــمَاً ...  حَتّى ذَويتُ بِهـــا وَالرّوحُ تَنسَـــحِبُ

يَا سَـــــعدَ مَن لِنداءِ العَقــلِ قَالَ نَعَم ...  فَهُـــوَ السّـــــعيدُ بِذِي النّعمَاءِ يَنقلِبُ