الأحد، 29 أغسطس 2010

انتظـــار

كانَ ينظُر .. وينتَظِر



تَعبَت عيناهُ مِنَ التّحديقِ بِذاكَ الفَضاء .. الذي يَمتدُّ فَوقَ بَابِ تلكَ الحدِيقة



كانَ يذرَعُ ذاكَ الممرَّ المُتّجهَ نَحوَ نقطةِ قُدومِها بِقلبِه .. قَبلَ عَينَيه ..


لَطَالَما جلَسَ الجلسَةَ ذاتهَا .. على المقعَد ذَاتِه


كانَت لا تَزَالُ هُنالِكَ فُسحَةٌ مِن أمَلٍ ..


ستأتي .. لا بدَّ مِن ذَلك


سأمسِكُ كفّها كما تعوّدتُ .. وأضعُهُ عَلى شَفتيّ المُشتاقتَين ..


ويغيبُ القلبُ مُختالاً عندّ هذا الحَدّ من التفكير .. وَيذوبُ الشوقُ فِي الوَرِيدِ الظامِئ



قَبلَ أن تَهبَّ أشباحُ العاصِفَة ..




بريحٍ أقوَى مِن إرادةِ الحَيَاة !!



لِتُمزّقَ تِلكَ الوُرود التي فِي يَدَيه ॥


وتناثَرَت ورقاتُ مِن وَردٍ أحمَرَ على ممرّ الدّخُول ॥



وسَقطَت ورقةٌ صفراءُ مِن شجرةِ التّوتِ التي كانَت تُظِلُّه ..



هذهِ الورقةُ تشبِهُهُ كَثيرَاً ..



هيَ قد انتَهَى عُمرُها .. وَهوَ انتَهى مَوعِده



هيَ اصفرَّ لونُها بِسبَب حُلولِ الخرِيف .. أمّا هوَ فتلوَّنَ وجهُهُ بِصُفرَةِ الخِذلان ..


سقطَت وفارَقَت أمّها لأنّها ذَوَت مِن قلّة الماء .. وهوَ سقَطَ مِن حُلمٍ كانَ يعيشُ في حَنايَا فؤادِه ..



سَقطَت الوَرقةُ عِندَ هُبوبِ نَسيمِ الخَريف .. وَهوَ سَقطَ فِي شَرَكِ الخَيبَة ..



احتَضَنَ هذهِ الورَقَة ..


قبَّلَهَا ..


وَضعَها فِي كِتَابٍ كانَ يحمِلُه ..


وَمضَى بِهدُوء ..